المؤتمرات والمهرجانات.. هي أهم أنواع السياحة التي يوليها المغرب اهتماما كبيرا في هذه الفترة لتنشيط سوق السياحة التي لم تشهد على مدى السنوات الماضية ارتفاعا ملحوظا في أعداد السياح، رغم مرور أكثر من 4 سنوات على الخطة التي أعلنتها السلطات من أجل جلب أكثر من 10 ملايين سائح بحلول عام 2010.
وفي الأعوام الثلاثة الماضية أصبحت تعقد سنويا العشرات من المؤتمرات المحلية والدولية الرسمية وغير الرسمية في العديد من مدن المغرب، بهدف التأكيد على دور المغرب كواجهة سياحية أساسية في منطقة شمال أفريقيا والعالم العربي.
وتزايدت خلال السنوات الأخيرة أعداد الفنادق التي تخصص قاعات مؤتمرات لنزلائها، ولم تعد تقتصر هذه القاعات على فنادق الخمس نجوم كما كان في السابق؛ بل إن فنادق حديثة من فئة الثلاث نجوم صارت تضم قاعات محاضرات مجهزة بأحدث التقنيات لعقد الاجتماعات والمؤتمرات.
كما أن هناك فنادق تربطها علاقات اتصال دائمة مع معاهد الترجمة في البلاد؛ من أجل توفير مترجمين فوريين في المؤتمرات التي تعقد بها، والتي تتنوع محاورها لتشمل المجالات السياسية والدينية والاقتصادية والثقافية والفنية والرياضية وغيرها.
وبحسب إحصاءات وزارة السياحة المغربية فإن عدد السياح في المملكة المغربية ارتفع بنحو 18% سنة 2004 مقارنة بعام 2003، ليصل إلى 5 ملايين سائح، وذلك بعد انخفاض نسبي عام 2003 على خلفية تفجيرات الدار البيضاء. ويبقى هذا الرقم أقل من دول قريبة من المغرب مثل تونس (6 ملايين سائح)، وأسبانيا (50 مليون سائح).
واحتلت مدينتا مراكش وأغادير المرتبتين الأولى والثانية من حيث أعداد السياح الذين قاموا بزيارتهما.
مهرجانات نوعية وأخرى موجهة
وبالإضافة إلى سياحة المؤتمرات تنظم في كل مدن البلاد وقراها عشرات المهرجانات كل عام، وخصوصا في فترة الصيف.
ويقول مراسل "إسلام أون لاين.نت" في الرباط: إن حرص الحكومة على استضافة أكبر عدد من المهرجانات لتنشيط السياحة جعلها تستضيف أحيانا مهرجانات مثيرة للجدل، كان من بينها مهرجان موسيقي استضافته منطقة مراكش مطلع مايو 2005، بالتعاون مع جمعية قافلة الصداقة الأمريكية، وعرض فيه ما يعرف بموسيقى "الروك المسيحي" (أغان دينية).
وأثار المهرجان احتجاجات أوساط إسلامية وكنسية في المغرب، رأت أن الأمر يتعلق بأهداف "تنصيرية" من قبل الحركة الإنجيلية الأمريكية التي يعرف عن الجمعية ارتباطها بها، وهو ما نفته مصادر رسمية مغربية.
غير أن مهرجانات موسيقية أخرى نجحت في جذب عدد كبير من السياح، من بينها مهرجان موسيقى كناوة في الصويرة، ومهرجان الرباط، ومهرجان الخطوبة في قلعة مكونة. كما أن هناك مهرجانات تقام لفئة محددة من السياح، من بينها: مهرجان مدينة فاس (شمال المغرب) للموسيقى الذي يستهدف بشكل أساسي السياح الأسبان.
وفي تصريح لـ"إسلام أون لاين" يقول محمد القباج -مستشار الملك محمد السادس، ورئيس مهرجان فاس (شمال المغرب) للموسيقى-: إن مهرجان فاس شهد في دورته الأخيرة العام الماضي مشاركة مكثفة من فرق موسيقية أسبانية، وكان الهدف جعل مزيد من الأسبان يولون وجهتهم نحو المغرب، خصوصا أنهم يحتلون المرتبة الثالثة حاليا بعد السياح الفرنسيين والألمان.
نفق بحري
وبجانب سياحة المهرجانات والمؤتمرات أعاد المغرب خلال عام 2005 الحديث عن مشروع النفق البحري الذي سيربطه بأوربا عبر مضيق جبل طارق، بطول لن يتعدى 14كم؛ نظرا لقرب المسافة بين ضفتي المتوسط في هذه المنطقة، وهو المشروع الذي تصفه الصحف الأسبانية بأنه الدجاجة التي ستبيض ذهبا بالنسبة للقطاع السياحي في المغرب.
وخرجت فكرة هذا المشروع إلى الوجود قبل أكثر من 20 عاما خلال زيارة قام بها العاهل الأسباني الملك خوان كارلوس إلى المغرب، وألقى خلالها الملك الراحل الحسن الثاني خطابا دعا فيه إلى إنشاء رابط بري بين المغرب وأسبانيا، سيربط أيضا بالتالي بين قارتي أفريقيا وأوربا. وتبحث السلطات المغربية حاليا عن مصادر تمويل لهذا المشروع.
مكافحة البطالة.. الهدف الرئيسي
هدف المغرب الرسمي بالوصول إلى 10 ملايين سائح سنويا بحلول 2010، ورفع الطاقة الاستيعابية للفنادق إلى 100 ألف سرير.. سيجعل من قطاع السياحة رافدا أساسيا للتنمية الاجتماعية، وعاملا أساسيا في مكافحة البطالة التي بلغت نسبتها بين المغاربة في سن العمل أكثر من 20%، حسب إحصائيات نشرت عام 2005 من قبل المندوبية السامية للتخطيط، وهي مؤسسة رسمية مغربية.
غير أن هذه الإستراتيجية لا تسير وفق المعدلات المأمولة؛ بسبب الهزات التي تعرض لها هذا القطاع، وتأثره بالأحداث الدولية والمحلية، مثل: تفجيرات 11 سبتمبر 2001، ومن بعدها تفجيرات الدار البيضاء في 16 مايو 2003، وتفجيرات القطارات بمدريد في مارس 2004، والتي ألقي القبض بعدها على عدد من المغاربة.
وبحسب وزارة السياحة في المغرب فإن هذا القطاع -إلى جانب تحويلات المهاجرين في الخارج- يشكل أهم مورد لخزينة الدولة من العملة الصعبة؛ حيث بلغت إيرادات السياحة في 2004 نحو 3 مليار دولار سنويا
Réf : Startime
0 commentaires:
Enregistrer un commentaire